تبكى.....
تبكى وتحاول ان تتذكر ما حدث
تختلط الاشياء ،لا تستطيع ان تركز على شى واحد
كل ما تتذكره هى انها لن تراه ثانيا
لن تسمع ضحكته ثانيا
تبكى وتضحك ، تقول كلام غير مفهوم
لا تعرف ما انتابها
تحس بالهواء من حولها
تسمع الاصوات ولا تعيها
تجرى على هاتفها
تبكى
تتردد فى الاتصال
تجفف دموعها
"كرامتى ، بحبك ، مش حينفع نكمل..............
تتجمع الكلمات جميعا معاً
تتصل........
تنتظر لياتيها ذلك الصوت الرتيب
الهاتف الذى طلبته-
ينسال الدمع على خديها دون ان تشعر
****************************
ينظر الى ساعته
يفكر انها لو تاخرت اكثر من عشر دقائق على الاكثر انه سيغادر
تتلاحق الثوانى لتجر وراها الدقائق
تمر الدقائق ليكتشف انه انتظر اكثر من ثلاثين دقيقة
لا يعرف ماذا يفعل
يفكر
يقول لنفسه انه سيغادر ولن يتصل بها
تدفعه الرغبة فى الانتظار اكثر
يتعدى الوقت الاربعين دقيقة
يتسال لماذا يفعل فى نفسه ذلك
بالتاكيد لن تاتى
ولكنه لا يعرف ماذا يفعل
يقرر ان يكون حازما
وان يغادر ويتاخذ قرار انه سيعاقبها
ويتذكر انه لن يستطيع ان يعاقبها
فعقابها معناه عقاب نفسه
ينظر الى ساعته من جديد
ساعة كامله
يقرر الان ان يغادر وليكن ما يكون
يراها تاتى
تضحك وتعتذر عن التاخير
يضحك
وينسى كل شى........
**********************************
يقف فى الطابور
يفكر انه الاخير وان امامه الكثير حتى يصل الى الشباك
ينظر الى بعيد
ينظر الى تلك السيارة الفاخرة الى يجلس بها الرجل
يقول فى نفسه انه بالتاكيد احد رجال الاعمال
يتخيل نفسه وهو رجل اعمال مشهور
ويجلس فى سيارته
يتسال ماذا يفعلون ليكونون هكذا
يدفعه احدهم ليتقدم فى الصف.....
يرجع الى احلامه
وانه سيكون مثلهم فى يوما من الايام
يحلم ان يذهب يوما الى المدرسة كبقية الاولاد
يحلم ان يتفوق فى دراسته
يحلم ان يشتهر ويجمع المال
يحلم ان يعالج امه
يدرك انه وصل الى الشباك
ويفوق على صوت الرجل وهو يقول له
"عايز بكام عيش........"
***********************************
يمشى فى الشارع كالتائه
ينظر الى وجوه الناس
يتخيل ما يفكرون به
ينظر الى تلك المراة العجوز
يتخيل ما تقوله
"يا عينى الواد اتجننن من قله الشغل"
يضحك....
ويظل ينظر الى الناس وهم ينظرون اليه
كل واحداً منهم يتخيل ما يدور فى ذهن الاخر عنه
والكل يعتقد انه الوحيد الذى يفهم الاخرين
مع اننا جميعا لا نفهم حتى انفسنا....
*****************************************